وضع داكن
02-06-2025
Logo
دورات للطلاب الأجانب - دورة عام 2002 - سيرة الصحابة : 36 - الصحابي أبو طلحة الأنصاري رضي الله عنه
   
 
 
 بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم  
 

سؤال:

 تقدَّم سيدنا أبو طلحة لخِطبة أمِّ سُليم بعد وفاة زوجها، ولكنها اشترطت عليه شرطًا لتقبل به زوجًا، وجعلتْ هذا الشرط مهرًا لها، فماذا كان هذا الشرط ؟

 

جواب:

 قالت له: أُشهِدك يا طلحة، وأُشهِد الله ورسوله أنك إن أسلمتَ رضيتُ بك زوجًا من غير ذهبٍ ولا فضة، وجعلتُ إسلامك لي مهرًا، لكنّ أبا طلحة تذكّر صنمَه الذي صنعَه من نفيس الخشب، ولكنّ أمَّ سُليم جعلتْ تذكِّره بأنّ هذا الصنم الذي جعله إلهًا قد جعله غيرُه وقودًا ن وهو لا يضرّ ولا ينفع.
فانطلقت أساريرُ أبي طلحة، ودخل في الإسلام، ثم تزوج من أمِّ سُليم، فكان المسلمون يقولون: ما سمعنا بمهرٍ قطُّ كان أكرمَ مِن مهرِ أمِّ سُليم، فقد جعلتْ مهرَها الإسلام.

 

 

سؤال:

 ما هو موقف سيدنا أبي طلحة في أُحُدٍ بعد أنْ تفرّق بعضُ المسلمين عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

 

 

جواب:

 انتصب سيدنا أبو طلحة أمام رسول الله كالجبل الراسخ، ثم شدَّ قوسه، وركِّب عليها سهامَه التي لا تخطئ بعون الله، وجعل يدافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان النبيُّ يتطاول من خلف أبي طلحة ليرى مواقع سهامه، فكان يردُّه خوفًا عليه، ويقول: بأبي أنت وأمِّي لا تُشرِفْ عليهم فيصيبوك، إنّ نحري دون نحرك، وصدري دون صدرك، وجُعِلْتُ فداك.

 

 

سؤال:

 لقد كان سيدنا أبو طلحة جوادًا بماله، كما كان جوادًا بنفسه، اذكرْ موقفًا يؤيِّد ذلك؟

 

 

جواب:

 مِن ذلك أنه كان له بستان عظيم، وقد شغله هذا البستان يومًا وهو في صلاته، فما إنْ فرغ من صلاته حتى غدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشكا له نفسه التي صرفها البستانُ عن الصلاة، ثم قال: اشهدْ يا رسول الله أني جعلتُ البستان صدقةً لله تعالى، فضعْه حيث يجب لله ورسوله.

 

 

سؤال:

 كيف استشهد سيدنا أبو طلحة رضي الله عنه ؟

 

 

جواب:

 استشهد في غزوةٍ في خلافة عثمان بن عفان، وهو في البحر، وقد كان شيخًا كبيرًا، وقد بحث له المسلمون عن جزيرة ليفنوه فيها فلم يعثروا عليها إلا بعد سبعة أيام، وأبو طلحة لم يتغيَّر فيه شيء، وكأنه نائم.
 وفي عُرض البحر بعيدًا عن الأهل والوطن، نائيًا عن البشر و السكن دُفِن أبو طلحة، فماذا يضرُّه بُعدُه عن الناس ما دام قريبًا من الله عزوجل.

 

 

نتائج وعبر من القصة:

 1- لقد كان لأمِّ سُليم دورٌ كبيرٌ في إسلام أبي طلحة، وما كان منه من مواقفَ عظيمةٍ بعد ذلك.
 2 – حين يجود الإنسانُ بنفسه في سبيل الله يهُون أمام هذا الجود كلُّ تضحيةٍ وبذلٍ، لقد بذَلَ سيدنا أبو طلحة نفسَه في سبيل الله، وبذَل مالَه وبستانَه، وكلَّ ما يملك.
 3 – لم يقعدْ سيدُنا أبو طلحة عن الجهاد رغم سنِّه الكبيرة، إذْ إنه كان مشتاقًا دائما لعملٍ يقرِّبه من الله تعالى.
 4 – دُفِن سيدنا أبو طلحة في جزيرة بعيدة، لا يعلم إلا الله مكانَها، إلاّ أنّ ذكْرَه باقٍ إلى يومنا هذا يعطِّر المجالسَ، ويبعث في النفس العزَّةَ والطمَأنينَةَ.

 

 

نص الزوار

إخفاء الصور